السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"أكل الإنسان قط خير له من عمل يده وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"
حقا كم تحتاج أمتنا الأسلامية عاما والعربية خاصا ان تسير على نهج هذا الحديث الشريف
فأنت أخي حين تخرج من بيتك وتمر بأحد الأسواق أيا كان في بلدك وألقيت نظرة على كل ما يباع من حولك من منتجات فسوف تجد شيئا يسيئ لنا نحن أمة الزراعة والصناعة والتجارة
فعن يميننا البحر الأحمر بخيراته وثرواته الطبيعية هذا غير أنه يصل قارتين عظيميتن فالأستفادة منه ليست صناعية فقط وأنما تجارية أيضا
وعن شمالنا المحيط الأطلسي وفوقنا البحر المتوسط نافذتنا المطلة على أوروبا
ويتخللنا عروق وأعصاب نهرية وبحرية تمر في جميع حسد المنطقة العربية
فالمنطقة العربية لها وضع خاص بالنسبة لغيرها من مناطق العالم فهي بالفعل أغنى مناطق العالم بالموارد الطبيعية
, وهذا بالطبع هو السبب الرئيسي لفتح شهية المستعمرين بشراهة كبيرة لا ترحم ولا تراعي حقوق انسانية ولا معاهدات ومواثيق دولية زائفة
ولذلك نجد الأن ان هناك من البلاد العربية من أنقلبت نعمائها نقم عليها كالبترول في العراق و الأرض والموارد البيئية في السودان أو الموقع الأستراتيجي في فلسطين
وعلى كل حال فأنت حين تطالع الأسواق العربية الأن وللأسف الشديد ستجد ان معظم المنتجات المعروضة للبيعة إنما هي منتجات مستهلكة مستوردة من الخارج من الأطعمة والألبسة ومستلزمات المنزل الصغيرة هذا غير الأجهزة الكهربائية والتي بالكاد أن تجد نوع أو أكثر عربي النشأة.
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أعجزنا أن نزرع ونصنع طعامنا وشرابنا ولبسنا وأحتياجات بيوتنا؟
ففي مصر على سبيل المثال , أنت إذا دخلت أي سوق فيها ستجد أن المنتجات الصينية تقريبا لم تترك أي مجال للبيع إلا ودخلته فالمعروف عنها أن جودتها إلى حد ما ليست بالسيئة ولكن أسعارها رخيصة وفي متناول الجميع
فيأتي صاحب البلد المشتري يعمل مقارنة بسيطة بينها وبين منتجات بلده التي قد تكون في نفس مستوى الجودة أو أقل ولكن أسعارها أعلى يشتري الأوفر ماديا له , تاركا منتجات أهله وأخوانه من المصريين!.
وهل يدفع أكثر في سلعة لا تستحق؟ وهو يستطيع ؟أن يدفع أقل في سلعة تستحق؟
للأسف كثير منا من ينظر إلى ما حوله نظره قصيرة النظر إلى حد ما فأنا أريد أن أأكل إذا فلأشتري ما آكله بغض النظر عن من سأشتري منه ومن سيستفيد من شرائي وهل شرائي قد يضرني ويضر أولادي مستقبلا أم لا؟.
لو ذهب مواطنا عاديا في أي من بلادنا العربية ليشتري منتجا مستوردا , فمن المستفيد؟
المستفيد الأول هو نفسه أنه أشترى ما يحتاجه من سلع ليشبع بها حاجته
والمستفيد الآخر هو الشركة الأجنبية المصنعة نفسها فهنا سنجد أن ماله أين يذهب؟
مال المواطن يذهب لسوق العمالة الخارجي الأجنبي الذي يعمل في الشركة المنتجة للمنتج المستورد
وبالتالي هنا هل أستفدت أنا في شئ , أو أهل المواطن أو مجتمعه أو...... بالطبع لا , لأن المال ذهب خارج البلد
وإذا ما أراد أي مستثمر أن يستثمر أمواله, فيم سوف يستثمرها؟
فعندما يرى أن السوق يطلب الكثير من السلع المستوردة , فسوف يستثمر أمواله في أستيراد السلع , أليس كذلك
ولكن على الصعيد الآخر إذا ما أراد نفس المواطن أن يشتري منتج ليشبع حاجته, وأشترى منتج بلده, فهذا يشجع المستثمرين على أستثمار أموالهم في المنتجات المحلية وبالتالي هذا يعني , ايراد أكبر , فربح أكبر, فتطوير ورفع مستوى جودة المنتج أكثر فأكثر وأيضا لا ننسي أن هناك بعض المنتجات المستوردة التي لا بديل لها في السوق المحلية وأعراض الناس عنها وعدم رغبتهم في شرائها هذا سوف يجعل السوق في حاجة إلى البدائل فيبدأالمستثمرون في إنشاء البدائل وهذا يعني مصانع جديدة وشركات جديدة وعمالة لكي تدير المصانع والشركات
فبالتالي عدد العمالة سوف يزيد وتقل نسبة البطالة,
وهذا ما حدث بالفعل حين قاطع المسلمون في مصر بعض المنتجات الأمريكية في السوق المصرية كشركات المياه الغازية مثل بيبسي وكوكاكولا , هل تعلمون كيف أثر هذا على السوق المصرية؟
مقاطعة الناس للمنتجات الأمريكية جعلت السوق في حاجة ملحة للبدائل , ولذلك أتجه بعض المستثمرون بالفعل إلى تصنيع بدائل جديدة لسد حاجة السوق المصرية فأنشئوا المصانع والشركات مثل رواء كولا وزاد كولا ومنتجات أخرى, والتي بالطبع تحتاج إلى عمالة مصرية لتدير شئونها فزادت العمالة وكثير من الشباب حصلوا على فرص عمل بفضلها بعدد فضل الله عز وجل .
ولذلك نجد هنا ان المنفعة العامة التي عادت على المنتجات المحلية والنشاط الأقتصادي للبلد وعلى سائر الأفراد إنما هي أكبر بكثير من الفارق في السعر بين المنتج المحلي والمستورد,
والذي ضحى به المواطن المشتري من أجل مستقبل أفضل له ولأولاده ولبلده ككل.
إذا فالقضية هنا قضية تضحية كم أنت مستعد أن تضحي به من أجل نهضة بلدك؟.
وهل أنت عندك تلك النظرة المستقبلية التي تكفي لأن ترى مستقبلك ومستقبل أولادك وبلدك أمامك؟
أم ماذا ترى؟
هناك ٧ تعليقات:
للأسف الناس أصبحت لا تثق في المنتج المصري
او العربي بصفة عامة
اصبحت كلمة المستورد تعني الجودة و السعر المناسب
و كلمة مصري تعني عدم وجود الجودة مع ارتفاع السعر
و طبعا ده خطير جدا
اكيد في تجارب ناجحة زي رواء
لكن الموضوع محتاج توجيه شعبي قبل ما يكون تجارب منفردة
ربنا يبارك فيكي
الموضوع مهم فعلا
يمكن أكمل تعليق بعدين لاني لسه راجع من السفر و تعبان جداً
كنا في مؤتمر المدونين في نقابة الصحفيين
ربنا يباركلك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانا اليه راجعون
كان فعلا نفسي أحضر المؤتمر
ولكن للأسف اتشغلت ونسيت تماما
فمن فضل حضراتكم لو المؤتمر متسجل على موقع فيديو او حضرااتكم صورتوه
فياريت ترسلوه لنا
وجزااااكم الله كل خير
وفي انتظار أي شئ عن المؤتمر
أتعلمين أختى
حتى أبر البوابير بقت مستورده من الصين
وسجادات الصلاه و العبائات و القفاطين اللى بنجيبهم من السعوديه مكتوب عليها صنع فى الصين
لا حول ولا قوه الا بالله
اما عن موضوع المقاطعه
فده ليه موضوع لوحده
السلام عليكم
أنا عامل تدوينة عن المؤتمر و ان شاء الله هاحط لينكات لجميع التغطيات و الفيديوهات
السلام عليكم
" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء"
مسلمة أنا محتاج رأيك بخصوص الموضوع ده
تجمع مدوني مصر .. حقيقة قابلة للتنفيذ أم حلم بعيد عن الواقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف الشديد السوق المصرية الآن أصبحت في حال يرثى لها فمعظم المنتجات منتجات مستوردة
ولو وجدنا سلعة مصرية حالتها تبقي صعب جدا
او السعر في السماء ولا تستحقه
ولكن الموضوع يعتمد على عدة عوامل واهمها هي ان الناس تستسهل انها تشتري الحاجة سعرها قليل وجودتها مقبولة ولا يهم من الذي عملها واستفاد بثمنها
ولذلك نلمس هذا الموضوع عندما نتحدث عن المقاطعة
تبدأ الناس تقول لا يوجد بدائل !
اشتري من المنتج المصري وسيتطور والسوق تكسب والمصري حاله يمشي ويصبح أفضل
وعلى العموم القضية فعلا قضية تقوى فلوالواحد اتقي ربنا في كل حياته وتعاملاته وحتى شراءه أعتقد أن الحال سيكون غير الحال
وسبحان مغير الأحوال
نستودعكم الله
إرسال تعليق